النظريات التربوية والنماذج التعليمية

نموذج مارزانو لأبعاد التعلم

يعرفه مارزانو بأنه : نموذج للتدريس الصفي يطلق عليه أبعاد التعلم يتضمن التخطيط للدروس وتنفيذها ويشمل عدة خطوات إجرائية متتابعة تركز على التفاعل بين خمسة أنماط (أبعاد) من التعلم وتمثل أيضاً أنماط للتفكير تتمثل في : الاتجاهات والإدراكات الإيجابية عن التعلم ، اكتساب المعرفة وتكاملها ، توسيع المعرفة وتنقيتها وصقلها ، استخدام المعرفة بشكل ذي معنى واستخدام عادات العقل المنتجة وهي ضرورية لإحداث وتحسين ونجاح التعلم الصفي .

نتيجة قيام مارزانو Marzano  وزملاؤه بمراجعة الأبحاث التربوية وخاصة في مجالات علم النفس المعرفي والمناهج والقياس والتقويم ، والتي أجريت على مدار ثلاثين عامًا حول عمليات العلم والتفكير، توصل إلى إطار تعليمي لتنظيم مخرجات التعلم في خمس فئات رئيسة كل منها يمثل نوع من التفكير ضروري لنجاح التعلم . وأطلق على هذا الإطار نموذج أبعاد التعلم  .

واستهدف مارزانو Marzano  من تحديد هذه الأبعاد أن يقدم للمعلم خلاصة الجهود المتواصلة والنتائج المتراكمة في مجال الأساليب وطرق التدريس الفعلية والمستخدمة حاليًا ، وما استخلصته الأبحاث والنظريات عن كيفية التعلم وبناء الأفكار في تنظيم تصنيفي متدرج لعمليات التعليم والتعلم .

يستند هذا النموذج إلى الفلسفة البنائية ، حيث يعتبر مارزانو أن المعرفة هي السابق الذي يبني الفرد من خلاله خبراته وتفاعلاته مع عناصر ومتغيرات العالم من حوله ، وهذه المعرفة نفعية ، يستخدمها الفرد لتفسير ما يمر به من خبرات ومواقف حياتية. ويتوصل الفرد إلى المعرفة من خلال بناء منظومة معرفية تنظم وتفسر خبراته مع متغيرات حوله يدركها من خلال جهازه المعرفي بما يؤدي لتكوين معنى ذاتي ، ويستمر ذلك بمرور المتعلم بخبرات تمكنه من ربط المعلومات الجديدة بما لديه من خبرة سابقة .

أهمية نموذج مارزانو لأبعاد التعلم :

1- يعتبر نموذج أبعاد التعلم ترجمة تطبيقية عملية لمجمل خصائص ومميزات النظريات التربوية التي استمد منها النموذج أبعاده ، والتي تمثل أحدث وأهم ما  وجد على الساحة التربوية التعليمية من نظريات والمتمثلة في نظريات التعلم المتسق مع وظائف المخ، والتعلم التعاوني، والتعلم المتمركز حول المشكلات.

2- يمكن اعتباره إطارًا مرجعيًا، وأهدافًا تسعى أي وحدة دراسية إلى تحقيقها، وفي أي محتوى دراسي، أو أي مستوى تعليمي، حيث يمثل البعدان الأول والخامس من نموذج أبعاد التعلم القاعدة أو الخلفية أو الوسط والبيئة التي يحدث فيها التعلم، مع عدم إغفاله لدور الانفعالات والمشاعر في تنظيم المحتوى المعرفي للعقل، وقابلية التعلم للنمو داخل العقل، وأهمية الانتباه في مواقف التعلم وفي مساعدة الذاكرة على رسم خرائط على شبكة الأعصاب بالمخ (خرائط العقل)، التي تتوقف كفايتها على جودة عمليات التعلم، وعلى القدرة على الاحتفاظ بالانتباه طوال مواقف التعلم، ووضوح المعنى ، وربط ما تم تعلمه بالسابق لدى المتعلم، وأيضًا على عمليات التحليل والتطبيق والتصنيف والتركيب التي تم ممارستها أثناء تعلم المحتوى، وعلى حاجة العقل إلى قدر من المثيرات ونظام من التغذية الراجعة لكي يحدث التعلم. ونموذج أبعاد التعلم يعالج كل هذه الأمور بفاعلية.

المراجع :

1- مارزانو ، روبرت وآخرون ( 1999 ) : أبعاد التعلمبناء مختلف للفصل الدراسي ، ترجمة صفاء الأعصر وجابر عبد الحميد ، دار قباء للطباعة والنشر ، القاهرة .

2- مارزانو ، روبرت وآخرون ( 2000 ) : تقويم الأداء باستخدام نموذج أبعاد التعلم، ترجمة صفاء الأعصر وآخرون ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة .

فاطمة بنت محمد سالم

مشرفة تربوية ، مدربة معتمدة محلياً ودولياً ، حققت العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والخليجي والدولي كل ذلك بفضل من الله تعالى ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى