المشرف التربوي ودوره الريادي في العملية التعليمة
لم ولن يخلو أي عمل من متابعة منظمة وهادفة تؤدي إلى تطور وتقدم العمل .ففي قطاع التعليم تدور محاور التعليم حول المُعلم والمُتعلم حيث تجاهل البعض دور المشرف التربوي وما يقدمه من جهود تساهم في تقدم العملية التعليمة وتواكب تطلعات المستقبل وفق مهارات القرن الحادي والعشرين. حيث يرتبط نجاح العمل الجماعي في كل مجالات الحياة بوجود قيادة حكيمة تشرف على تخطيط العمل وتنسيق جهود العاملين فيه وتوجيهها نحو الأهداف المرسومة .
فالمشرف هو بمثابة قائد يقود المعلمين في مهنتهم ويوجههم نحو تحقيق الأهداف المنشودة والتي هي أهم ما تسعى تحقيقه أي منظمة تعليمية . فقبل أن نتحدث عن دور المشرف التربوي نعود قليلاً لسنين مضت حيث يُعد عمل المشرف التربوي من أهم الأعمال التي تُبنى عليها العملية التعليمية ,نظير ما يقوم به من مهام وأعباء لأحصر لها . فمن وجهة نظر البعض كان المشرف التربوي ذلك الشخص الذي يهابه المعلم قبل الطالب , فتنحصر مهامه على( الطرق التقليدية ) و التوجيهات التي يؤديها نحو المعلم من طرق التدريس المنوعة وكيفية ربط المادة التعليمية بالمواد الأخرى فهي لا تخرج عن مسمى توجيهية حيث أن البعض قام بتسميته المراقب لكونه يحصر أخطاء المعلمين، وانتقادهم، وإلقاء الأوامر والتعليمات عليهم، والتعامل معهم على اعتبار أنّهم مستمعين ومنفذين فقط ، إلاّ أنّ هذا التصور تغيّر لاحقاً ليصبح المعلم والمشرف شركاء في العملية التعليميّة التعلُّمية فكل منهما يُكمل الآخر .
ولاسيما أصبح دور المشرف من الأدوار الفعالة في تقدم المعلمين وتطويرهم المهني وحل الكثير من المشاكل التي كانت تشكل عبئاً كبيراً على المعلم ولا يستطيع البوح بها . حيث يقوم دور المشرف في الميدان التربوي على العديد من المهام التي تساهم وبشكل فًعال نحو تطلعات المستقبل وتتلخص هذه التطلعات في النقاط :
- تنموية : تقوم على التنمية المهنية للمعلم من خلال تقديم البرامج وورش العمل والندوات الفاعلة والأنشطة المصاحبة و تقديم أساليب وأدوات تساهم في التعرف على المهارات الجديدة . .
- ترغيبية : تهدف إلى ترغيب المعلم الجديد في مزاولة مهنته والتكيف مع البيئة التعليمية بكل سعة صدر ورحابة .
- استشاريّة، فهي تقوم على احترام رأي كل من المعلم والطالب، وتهيئة فرص تعليميّة متكاملة.
- توجيهية : يتدارس المشرف التربوي والمعلم كل ما يدور داخل الصف من أهداف ومحتوى وطريقة إيصال المعلومات للطلاب .
- تخطيطية : تعتمد على رسم الخطط التعليمية بكافة أشكالها , وكيفية قياسها وتقويمها وما يصاحبها من إجراءات وما يترتب عليها من آثار .
- تنفيذية :تستوجب متابعة المعلمين بكل ما يقوموا به من عمليات تعليمية وتطوير مهني يساهم بشكل فعال في نجاح العملية التعليمية .
- تقويمية ، من خلال تقويم أداء المعلمين المستمر الذي يساهم بعد تحسينه في تطوير العمليات التعليمية .
- تعاونيّة، يتعاون كل من المشرف ومدير المدرسة والمعلم لإنجاح العملية التعليمية .
- مستمرة: تتم على مدى العام الدراسي.
- إنسانيّة، تهدف قبل كل شيء إلى الاعتراف بقيمة المعلم وتعززها وتقدر مشاعره وظروفه وجميع أحواله الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وآراءه.
- ابتكارية : تسخر للمعلم ابتكار أنشطة واستراتيجيات وما يقتضيه الموقف التعليمي دون تقييد .
- إبداعية تجعل المعلم يبدع بأريحية تامة في طريقة تقديم الدروس التي تساعد على تفاعل الطلاب دون وجود حاجز بينهم وبين المعلم .
- أخوية تجعل العلاقة ودية بين المشرف والمعلم تقوم على الاحترام والتشاور والتعاون المتبادل.
- وسيلة اتصال فعالة من حيث وجود قنوات فعالة تسهل أمور العملية التعليمية .
- فنية تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر للطالب والمعلم والمشرف .
- قيادية ,تتمثل في القدرة على التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية لتنسيق جهودهم من أجل تحسين العملية التعليمية .
- شاملة , تهتم بجميع العوامل المؤثرة في التخطيط والتنفيذ والتقويم والتحسين للعملية التعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التعليم والتعلم والتي بها تمكن المعلم من اكتساب كافة مهارات معلم القرن الحادي والعشرين .
ولا نكتفي بهذا القدر من الأدوار التي يؤديها المشرف التربوي بل تزايدت في القرن الحالي عدد الدراسات والأبحاث في مجال التطوير المستقبلي للمعلمين وأدوار المشرفين .بل تشير الدراسات إلى أنه لابد أن يتعاون المـــشرف التربوي مع قائد المدرسة على إيجاد بيئة تربوية في المدرسة تدعم النــمو وتشجع التطوير الذاتي ,فالمشرف التربوي هـــو المسؤول عن نجاح اجتماعات المعلمين ولا يحدث ذلك من دون وجود بيـــئة جاذبة لتحقق برامج النمو المهني وتكمل العلاقات بين المشرف والمعلم وتكتمل بها الأهداف التي من خلالها تكشف كفاءة المشرف في اختيار الفلسفة التربوية ويعرف كيف يؤمن بها ويجتهد كي يشاركه المعلمون في تلـــــك الفلسفة وخاصة حينما تكون بناءة وفاعلة . فليس عيباً أن يخطئ المشرف التربوي ولكن يحتاج إلى همة قوية وتكاثف لتسير العملية التعليمية نحو تطلعات المستقبل من حيث توفير العناصر الفاعلة في الـــــــبيئة الجاذبة ونقصد بها الحالة النفسية والاجتماعية التي تنشأ من مجموع التفاعلات الإنسانية والإدارية داخل المنظومة .
فلنكن متعاونين متكاتفين لبناء جيل طموح لأن المستقبل يحظى بمساحة واسعة من الفكر البشري الذي يسعى لإعداد المستقبل والتهيئة للتعامل مع مستجداته المتسارعة والتعايش مع متغيراته المتعددة من أجل بناء ذلك المستقبل.
المراجع :
الحر ,عبدالعزيز. ( 1430/2009م ) .التنمية المهنية . مكتب التربية العربي لدول الخليج .الرياض. ,ط2. –
الحر ,عبدالعزيز. ( 1430/2009م ) .صوت الطالب . مكتب التربية العربي لدول الخليج .الرياض. ,
القحطاني ,أمل عائض يحي(1435).كفايات القيادات التربوية .الوطنية للتوزيع . بن سلمة, منصور بن عبدالعزيز ,التطوير المهني داخل المدرسة .